تسأل قارئة: يعانى ابنى من السرطان فكيف ينشأ السرطان لدى الأطفال وهل تختلف معدلات شفائه؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور وائل غانم، أستاذ جراحة الأطفال بجامعة عين شمس، قائلا:
ينشأ السرطـان لدى الأطفال بنفس المواضع تقريبا حيث تنشأ أورام البالغين، غير أن بعض الأنواع شائعة أكثر لدى الأطفال، ومن جهة أخرى تختلف أورام الأطفال عن أورام البالغين، ولا تنتهج سلوكا مشابها بشكل دائم، ولا تتم معالجتها بنفس الخطط العلاجية، كما أنها لا تستجيب للمعالجات بنفس الوتيرة.
إضافة إلى ارتفاع معدلات الشفاء القياسية مقارنة بأورام الكبار، لذلك ينصح الأطباء بضرورة تجنب القراءة عن أورام الكبار بُغية التعلم عن أورام الأطفال، أو التكهن بفرص الشفاء الممكنة لحالة أى طفل مريض، إذ تختلف الخطط العلاجية ومؤشرات التكهن بالمردود العلاجى وتطورات المرض عند الأطفـال بشكل كبير عنها لدى البالغين، وتظهر الفروقات الرئيسية بمعدلات الشفاء أو النجاة (Survival rates) القياسية.
ومسببات السرطان، حيث تبلغ معدلات الشفاء القياسية لدى أورام الأطفال فى المتوسط نسبة 75 % وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 90 % عند بعض الأنواع، بينما تبلغ لدى الكبار بالمتوسط نسبة 60 %، ويُعتقد أن هذا الفرق ناتج عن حقيقة أن أورام الأطفال أكثر استجابة وتفاعلًا تجاه المُعالجات، فالأطفال أكثر قدرة على تحمّل العلاجات المكثفة، كما أن المعطيات للتكهن بمردود علاجى جيد (prognosis) وتقديرات المرض هى أكثر إيجابية لديهم.
وتظهر أورام الطفولة وتنشأ غالبا بالخلايا الابتدائية أو الأوليّـة، والتى هى خلايا بسيطة إنشائية تمتلك قابلية النمـو والنضج والتمايز لإنتاج خلايا بالغة وأكثر تخصصًا،
وعادة تؤدى التبدلات أو الاختلالات التى تصيب الخلايا والممكن وصفها بالعشوائية إلى نشوء التسرطن لدى الأطفال، بينما عند أورام البالغين من المعتاد أن تتسرطن الخلايا المعروفة بالطلائية أو الظهارية (epithelial)، أى التى تتواجد على سطوح الأنسجة، سواء الخارجية كالجلد أو الداخلية كالأنسجة المبطنة لمختلف التجاويف بالجسم، ويتطور السرطان نتيجة ممارسة أنماط حياتية مختلفة وتعرّض هذه الخلايا لتأثيرات مختلف الظروف البيئية والحياتية عبر الزمن، ومن هنا يمكن وصف أورام البالغين بأنها أورام مُكتسبة
(acquired).
ومن جهة أخرى تختلف معدلات أورام الطفولة بشكل كبير عن مثيلتها عند البالغين، حيث نجد أن أورام ابيضاض الدم، وأورام الدماغ والجهاز العصبى، والأورام الليمفاوية (أو أورام الغدد الليمفاوية)، وأورام العـظام والأنسجة الرخوة والكـلى والعيون والغدد الكظرية، هى أكثر شيوعا عند الأطفال، بينما نجد أن أورامًا مثل أورام الجلد والبروستاتة والمثانة والثدى والرئة، هى الأكثر شيوعا لدى البالغين.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع